معلم نت | مقالات | الاستثمار فى التعليم بقلم: أ.حمد السهلي

العالم من حولنا يتغير ويتطور، تتسابق فيه الدول لبناء الإنسان قبل بناء الأرض، وما بناء الإنسان إلا امتداد لبناء البلد وتحوله لمجتمع بنّاء إيجابي يبحث عن السلبيات ويعالجها بهدوء بنوايا صادقة وأهم ما يعالجه الأخلاق بين أفراده فإن صلحت فما بعده أهون منه، لذلك بناء الإنسان ليس بالأمر السهل.

التعليم من المشاريع الاستثمارية التى لا تجد الدولة أرباحها فيه عاجلاً، بل بعد عشرات السنين، لذلك فإن حسن زراعة البذور حتماً ستكون الثمار سليمة فيما بعد إن تعاهدنا تلك البذور بحسن الرعاية، مشكلة التعليم فى بلادنا بأن القائمين عليه لا يملكون خطط استراتيجية طويلة المدى، بل أن جل خططهم تشغيلية قصيرة المدى لحل مشاكل العام الدراسي علماً بأن مشاكل الميدان التربوي تكاد تتكرر كل عام منذ 30 عاماً وحلولها ترقيعية مؤقتة . 

يحكى بأن أحد الملوك يتجول يوماً فى المدينة فمر على فلّاح عجوز قد بلغ التسعين من عمره وهو يغرس شجيرات الزيتون فتوقف عنده وسأله : لماذا تغرس شجر الزيتون وهو يحتاج لثلاثين عاماً لكي يثمر وأنت رجل عجوز قد دنا أجلك ؟ فرد عليه الفلاح العجوز: السابقون زرعوا ونحن حصدنا، ونحن نزرع لكي يحصد اللاحقون .

من يريد الإصلاح والبناء لا يفكر بيومه أو سنته بل يسبح بفكره لعشرات السنين ويفكر بأن ما يعمله اليوم حتما سيظهر أثره على مجتمعه فى شتى المجالات وسيرفع مكانة بلده بين البلدان الأخرى ولو بعد حين، الخطط لا توضع على الورق لتعلق على الجدران، بل تطبق على الواقع ولا نستعجل النتائج، يقال بأن مؤسس شركة ماتسوشيتا (والتى تغير اسمها فيما بعد الى باناسونيك ) وضع خطة لشركته مدتها 250 عاماً وهي شركة! فكيف بخطط دولة ووزارة وتعليم ، ولنا فى ماليزيا وسنغافورة واليابان ودول أخرى تحولت من نامية إلى متقدمة خير مثال .

أخيراً عندما نختار العقول الصحيحة التى تدير الأمور  ونسخر لها الإمكانات ستذهلنا النتائج سواء تلك العقول معلمين أو مسؤولين أو قيادات عليا وهذا ما نحن بأمس الحاجة له فى البلد بشكل عام وفى التربية والتعليم بشكل خاص، الخليفة عمر بن عبدالعزيز نال تلك المكانة من الحكم والعدل بفضل بطانتة الصالحة، قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ( ما بعث الله نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان .. ) بطانة تأمره بالخير وبطانة تأمره بالشر، والسعيد المعصوم من عصمه الله وسعى بأن يحيط نفسه ببطانة الخير ، وليس شرطاً أن تكون البطانة جيشاً من الخبراء بل يكفي رجل واحد لكنه بألف رجل .

عن المحرر

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.