@khalid4edu
هل لدى وزير التربية أو أي قيادي لوحة تحكم “Dashboard” تعرض إحصائيات ومؤشرات أداء رقمية ديناميكية يتابع من خلالها كفاءة عمل قطاعاتهم أو إدارتهم من واقع العمل الفعلي لا كما يُرفع لهم من تقارير قد تكون مغايرة للواقع؟
هل يستطيع أي مسؤول أو ولي الأمر أو أي طرف آخر أن يحصل على أي معلومة تعنيه محدثة وفورية من خلال هاتفه الذكي؟
ولأن صحة القرارات تُبنى على دقة المعلومات وحداثتها كما هي واقعياً، فهل ما يحتاجه المعني من بيانات تدعم قراره وتحصنه متاحة له بشكل آني؟
هل لدى أحد شك بأن التحول الرقمي ليس ترفاً وكمالية؟
رغم تأخرنا في التحول الرقمي فإننا بحاجة ماسة لأن يكون التحول شاملا في استخدام التكنولوجيا لتحسين وتطوير العمليات الإدارية والفنية في مختلف قطاعات وزارة التربية من مكتب وزير التربية إلى أقل مستوى إداري وفني، ويرتبط التحول الرقمي بالحوكمة بشكل وثيق ويتكامل معها، تشمل مختلف الجوانب مثل توزيع المهام وآليات التنفيذ ومعايير الأداء وتحديد المساءلة والمحاسبة، والمؤشرات الرقمية على سبيل المثال لا الحصر.
ومن خلال تجربة سابقة للتحول الرقمي كنت أحد أعضاء فريق تحولت منطقة تعليمية لنظام ذكي تتحدث المعلومات فيه خلال أقل من ثانية تربط جميع المسؤولين والقيادات وجميع الأطراف تدير العمل من خلاله، وتوفر لهم ما يحتاجونه من بيانات، وتحدد المشكلات التي تواجههم والمحتملة وفق مؤشرات رقمية دقيقة .. لكن تم إيقافه دون وجود مبرر ولا بديل!!
إننا نتطلع مع العهد الجديد في وزارة التربية أن نستفيد من التقنيات الحديثة لتحسين جميع إجراءات العمل والسرعة في إنجاز المهام بشفافية ودقة، وتقضي على المحسوبية، وهذه الخطوات ليست بالمسألة الصعبة عند من يملكون معرفة ومهارة وتطلع.
ولعل ما تعانيه وزارة التربية هو الترهل والفجوة الواسعة بين الميدان التربوي ومتخذي القرار بمختلف القطاعات وما يحصل هو اجتهادات فردية، ويغلب عليها التكرار لا أكثر .. سواء على المستوى الإداري أو الفني فما ناسب الماضي بالتأكيد لن يناسب الحاضر ولا المستقبل.
ختاماً ..
التحول الرقمي والحوكمة ملازمان لأي مؤسسة تطمح للتقدم والرقي وتجاوز العقبات وخلاف ذلك هو دوران داخل حلقة مفرغة، ولنجاح التحول إذ لابد من تكوين فريق متمكن ومرن لديه استراتيجيات فعالة واستخدامًا ذكيًا للتكنولوجيا يضع المشاكل ويجد الحلول مدعوماً بصاحب قرار جريء، وذلك لضمان تحقيق أقصى قدر منها ينعكس إيجاباً على أدائها.