المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه الزمان ودخل حصونه بعض المتسلقين، سيبقى رمز العطاء والتفاني ومصنع العقول الناضجة، نستذكره فى يومه العالمي بمزيد من التقدير والاحترام ، تمر أيامه عام بعد عام وهمومه لاتزال تؤرقه ومشاكله ترافقه أينما حل أو ذهب، نقولها ونعيدها حتى نسمع حياً يخاف ربه ويتّقيه لينصف المعلم ، نغوص اليوم فى همومه ، ولما لا فهو أغلى ثروة وطنية تمتلكها الدول الحريصة على الازدهار والتميز .
لقد تعرض المعلم فى الكويت على مدى ربع قرن لتجارب تربوية غير موفقة لا دخل له فيها، قائمة على المحاولة والخطأ فى ظل غياب فلسفة تربوية واضحة وراسخة تراعي الفرد والمجتمع نتجنب الخوض فيها اليوم، وما يهمنا الآن، هو ما يكتنف ذلك المعلم من هموم ومشكلات، وأولها فقدان الأمان الوظيفي فى مهنته، فهو بين ظلم ونقل وتكليف وسوء إدارة ، كذلك ضغط عمل بسبب غزارة المادة وعدم تناسبها مع ساعات الدراسة الفعلية خلال العام وهذا بلاشك أثر على أداء المعلم وبالتالي على جودة التعليم، أيضاً ما يؤرق المعلم هو التعسف وعدم الاحترام من بعض الإدارات المدرسية والتواجيه الفنية وكأن العام الدراسي قائم على المعلم فقط، متناسين بأن العملية التعليمية هى عملية متكاملة من الجميع وما المعلم إلا أحد عناصرها، العبث فى الأعمال الممتازة وتكريم المعلم والمساواة بين من يعمل ومن لا يعمل وقد رأينا الظلم والعبث بأم أعيننا فى تكريم بعض المناصب الإشرافية وهم لا يستحقون، مما ولد إحباطا عند المتميزين حقاً بأن العملية برمتها تخبط فى تخبط، ميزانية الوزارة أمانة عند قياداتها تُعطى لمن يستحق، وتنفق على ما يعزز نجاح التعليم وتطوره، فلتنتبه الوزارة لأبواب الصرف ولا تبخل على من يستحق .
أخيراً نأمل من الوزارة أن تتلمس احتياجات المتعلم أولاً ثم المعلم ثانياً ، وأن تجعلهما على قمة الهرم التربوي ، ولتنصف المعلم وتتابعه وتقيمه التقييم الصحيح وتعطيه على عطائه ، وأهم ما يحتاجه هو الاحترام والتقدير ثم بعد ذلك يأتى التكريم ولا يكون التكريم إلا لمن يستحق فقط ، ولا ننسى بأن لا نحمله فوق طاقته بأعمال ليست من اختصاصه ، بذلك نكون أنصفنا المعلم ، بعدها نلتفت لباقي عناصر العملية التعليمية من متعلم ومادة دراسية وغيره .