بقلم الاستاذ حمد السهلي
يشهد العام الدراسي الجديد والذى سيبدأ فى الثامن عشر من سبتمبر القادم حركة ترقيات لم تشهدها وزارة التربية من قبل وبهذه المناسبة ابارك لكل من اعتلى منصباً سائلاً العلي القدير أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه ويعينهم على تحمل المسئولية وهذه رسالة أهمس بها فى أذن كل زميل حصل على ترقية :
يعتقد البعض بإن إستلامه لوظيفة جديدة بإن الحال هو الحال كما فى وظيفته القديمة ولم يتغير عليه شئ ولكن فى الواقع بإنه فى رحلة جديدة مختلفة الامكانات والمهارات والمسئوليات لذلك يجب عليه أن يستعد لهذا المنصب الاستعداد الجيد رافعاً شعار تقوى الله عز وجل مبعداً نفسه عن الزهو والكبر لانه حصل على تلك الوظيفة وبها يكون قد حصل على سلطة أكبر ومكانة أفضل وإن كان هذا صحيحا لكن تولد مثل هذا الشعور فى النفس يُسقط قوة التأثير على الآخرين ويكون احترام الآخرين له لا لشخصه بل للكرسي الذى يجلس عليه .
من الأمور المهمة لصاحب المنصب الجديد إن لا يعتقد بكونه أصبح مسئولاً بإن الوضع لديه سيكون منضبط تماماً وتحت السيطرة لانه حتماً سيجد التقصير من البعض وان لم يجده فعلى الأقل سيجد من لا يستمع له ولأوامره وهنا تبرز امكاناته فى احتواء الجميع وحل المشكلات وتقريب وجهات النظر قدر المستطاع .
الموظفون يفكرون دائماً فى الحقوق والمزايا بينما يفكر المسئولون بالواجبات والمهام والإنجاز ولاشك بإن أداء الواجبات والتميز بها مع حفظ الحقوق ومنح المزايا من الأمور التى لا ينبغي أن يغفل عنها المسئول الجيد ويجب أن يوازن بينهما .
ان نجاحك ايها الزميل فى منصبك الجديد يحدده مدى تفاعلك مع من حولك والاصغاء لهم قبل أن تطلب منهم أن يصغوا لك والإبتعاد عن اتخاذ القرارات دون دراسة وتشاور واعترف بأخطائك وتحمل مسئولية أوامرك ووازن بين مصالح الدولة ومصالح الموظفين ولا تهضم حق احداً منهما واعلم ان التفويض يريحك ولكن إن كان دون تدريب يتعبك .
واحذر أن تخرق قانون من أجل علاقة اجتماعية ولا تستغل منصبك لمصالحك الشخصية وانتبه من ظلم تصيبك سهامه وأنت لا تدري ولا تحرم من حولك من علمك وخبرتك وتوجيهاتك الصادقة بل إجعل أول سنة لك فى منصبك الجديد دورة استكشاف وتعلم وتدريب .
أخيراً اعلم إن المشكلات والأخطاء ومحاولة إيجاد الحلول لها هى من تصقل شخصيتك وتمكنك من إدارة الأمور بإتقان ، فالبحر الهادئ لا يصنع بحاراً ماهراً وكن قدوة طيبة فأنظار موظفيك تتجه ناحيتك.[mcode][/mcode]