بقلم: أ.خالد عيد العتيبي
طيلة أعوام مضت كنت عضواً في لجنة تحديد المصير، لجنة لا أتقاضى فيها على أية مخصصات مالية ولا حتى شهادات شكر نظير ما قمت به من عمل فيها!
العضوية في لجنة تحديد المصير لا تتطلب أن تكون صاحب مؤهل معين ولا واسطة لكي تكون أحد أعضاء العمل فيها وعن موعد انعقاد اجتماع اللجنة فيكون كل عام في أوائل شهر يوليو تقريباً والذي اتضح لي من خلال عدة محاضرات قدمتها حول الإرشاد الطلابي أن الكثير لا يعلم باسمها رغم أنه أحد أعضائها ورغم أهميتها!
ففي كل عام يتخرج أبناؤنا من المرحلة الثانوية فلا تخلو أي عائلة إلا ولديهم خريج أو خريجة فيكون أحد بنود أول اجتماع عائلي تقرير مصيره بناء على نسبته فقط في الغالب فيكون الحديث بينهم “جاب نسبة عالية خله يروح طب عايلتنا مافيها طبيب” ، “لا أبيه يصير ضابط” ، “شنو يبي بالعسكرية خله يدخل هندسة” ، “معلم فيه كادر وإجازة ربيع وصيف” ، “سجله بوكلاء النيابة عندهم حصانة ويقولون حتى مخالفات المرور ما تتسجل عليهم” ، “شوف له بعثة كان ودي أروح بعثه بس ما حصلت” “بعثة وين الله يهداك تبيه يضيع خله تحت عينه بأي مكان” “سجله بجامعة خاصة وتمشي أمورة” “شفيك الجامعات الخاصة ممكن مافيها اعتماد ما يقدر يكمل دراسات عليا عليها”، “برايي طبيب أسنان ممتاز بعدين يفتح له عيادة ويدر فلوس فلوس” … الخ يذكر أنه قبل عامين قد حددت لجنة تحديد المصير مسار هذا الطالب سواء علمي أو أدبي أو ديني.
في الغالب لايُسأل هذا الخريج وعندما يُسأل “شنو تبي” يرد “مادري مع هزة خفيفة بكتفيه” مثل هذه التوجيهات تطرح في هذه اللجنة ويدفع باتجاهها بقوة! ، وللأسف تغيب الأسئلة المهمة ماهي ميوله، اهتماماته، رغباته، قدراته، فرصه الوظيفية، احتياجات سوق العمل، هل يستطيع تجاوز المرحلة القادمة ..الخ
لذلك من المهم أن يعرف الوالدين كأحد أركان الإرشاد دورهم في مساعدة أبنائهم باختيار تخصصاتهم الجامعية من خلال معرفة قدرات أبنائهم وميولهم ومهاراتهم وتوجيههم وإعطائهم الثقه في تحديد مصيرهم المستقبلي بأنفسهم وتعزيز قدرتهم في اتخاذهم القرار، فالهدف أن يكون هذا الخريج متوازنًا نفسياً مقبلاً على وظيفته المستقبلية التي تنسجم مع رغباته فكم من موظف تعيس بسبب عمله في مجال لا يحبه والذي ينعكس على أدائه وعلى حياته الاجتماعية وعلى أفراد أسرته نتيجة الضغوط الوظيفية . فوظيفة لا تحبها من الطبيعي أن لا تتحمل أعبائها.
في الختام .. ورقة صغيره توزعها على المحيطين، تحتوي سؤالين بهذا الخصوص “ماهي وظيفتك الحالية” ماهي الوظيفة التي كنت ترغب بها” ما سيكتب فيها كفيلة بمعرفة أهمية الإرشاد والتوجيه.
مقال جدا رائع .. ومهم جدا لاولياء الامور قبل الطلبة لارشاد اولادهم من البداية حتى يتعرفوا على ميولهم الوظيفية واين ممكن أن يتمكنوا من الاختيار الصحيح حتى تتوافق رغبة هذا الطالب مع عمله المستقبلي … شكرا استاذ خالد