كلما كان تداولك في
بورصة الحياة بالقيم
زادت استثماراتك في
بنوك البشر
في سوق الحياة نحرص أن نتداول مالدينا من أسهم للربح والزيادة ،قد تكون أسهما للنجاح ، وقد تكون أسهما للمال ، وقد تكون للسلطة ، وقد تكون ، للمنصب والسطوة ، وقد تكون للعلم ، وقد نتعرض أثناء عملية التداول إلي المكسب والخسارة ، فمنا من تكون أسهم النجاح عنده في قمة المؤشر بينما أسهم القيم والأخلاق في أدناها والإقبال عليها ضعيف ، والعكس تماما حينما يكون المؤشر القيمي والأخلاقي هو الأعلى ومؤشر النجاح الأدنى هنا يكون تداوله الدائم بالقيم ،ولكن هل معنى ذلك ان كل إنسان لديه رواج في أسهم القيم مفلس في أسهم النجاح ، أو من يكون رائجا في بورصة السلطة يكون راكدا في ساحة القيم ؟ المنطق يقول أن التداول بهذه الطريقة يجعل المرء عرضة للمكسب والخسارة ، وكل الخسائر تعوض إلا خسارة أسهمك من القيم والمبادئ
فإن كنت لامحالة بائعا أو شاريا ، فلتشتر القيم والأخلاق ، ولكن احذر أثناء الشراء أن تكون بضاعتك مغشوشة فلا تشراها ممن باعها من أجل منصب ، ولاممن باعها من أجل مال ، ولا ممن يتاجر بها من أجل شهرة ، بل قم بشرائها من معين القيم التي ربينا عليها ، من كتاب الله عز وجل ، وقد يسأل السائل وهل تشترى القيم من كتاب الله ؟ نعم تشترى بالوقت الذي تقتطعه من حياتك للتعلم والتدبر ، بصبرك وتأنيك للغوص في بحاره للعلم والمعرفة ، تشترى من سيرة أفضل الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، حيث المدرسة المحمدية القيمية ، تشترى بالجلوس إلى أهل العلم وأصحاب الرأي والعقول المستنيرة ، تشترى من بطون الكتب الممتلئة بأطيب الثمار وأجودها من التراث العربي الأصيل ، تشترى من الرموز الذين سخروا أنفسهم للدفاع عن مبدأ ، أو إعلاء لقيمة ، أو نصرة لحق ، تشترى ممن سخر علمه وقلمه لإصلاح عيب ، أو بناء ضمير ، فهنا تكون عملية الشراء ناجحة والمكسب مضمونا والتداول رابحا
،فالحرص الحرص في بورصة الحياة من بيع الثوابت ، و أن تكون تاجرا ماهرا تشتري أكثر مما تبيع ولاتساوم ولاتقايض فيما يخص قيمك وأخلاقك وثوابتك فهم سلع غير قابلة للبيع مطلقا ، واحتكر كل ماهو غال على النفس ، وأصيل في الذات من مبادئ ومثل عليا ، حينها سيغنى الرصيد في الآخرة. ، وستروج أسهمك بين بني البشر راجت تجارتكم بالعمل الصالح والذكر الطيب وجميل الأثر