بقلم الأستاذ حمد السهلي
رئيس قسم العلوم بمدرسة بنيدر .ا.بنين
انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي رابط للوثيقة الجديدة للمرحلة الابتدائية، والتي بنيت على منهج الكفايات، ورغم ما يُقال من أن الوثيقة غير رسمية، فإننا تعودنا على أنْ لا دخانَ بلا نار.
اطلعت كما اطلع غيري على هذه الوثيقة التي نالها من التغيير ما لم تنله كتب المرحلة نفسها في نصف قرن، ركبت سفينة الوثيقة تتلاطمنا أمواج بحر البنك الدولي، لا نعلم على أيِّ شاطئ سنرسو.
وثيقة عجيبة لم يخطها أناس من كوكبنا، شدتني بعض بنودها، فوقفت مدهوشًا وتساءلت:
١- هل سيتم تطبيق وثيقتين في العام القادم القديمة والجديدة أو ستحور الصفوف الثالث والرابع والخامس على الوثيقة الجديدة ؟
٢- إرباك المعلم الذي سيأخذ مرحلتين بمنهجين مختلفين: أحدهما كفايات، والآخر على المنهج القديم ماهو وضعه ؟
٣- استحداث حصة تنمية صعبة التطبيق؛ وهذا ما يربك الجدول المدرسي من ناحية أعداد المعلمين، وآلية تدريس تلك الحصة وكيفية سد الحصص الأساسية أثناء حصة التنمية.
٤- وضعت تلك الوثيقة لفصول عدد الطلبة فيها لا يتجاوز عشرة، لكن الواقع أن الأعداد تصل في بعض الفصول إلى أكثر من ٢٥ طالبًا.
٥- تعمد القائمون على الوثيقة تكليف رئيس القسم أعباءً إضافية غير أعماله واجتماعاته والورش التي يحضرها وإصرارهم على التدريس .
٦- الوثيقة تتطلب أعدادًا كبيرة من المعلمين، علماً بأن بعض الأقسام لا يتعدى عدد المعلمين فيه (٤ معلمين فقط) .
٧- التكلف في آلية رصد درجة التقييم ودخلت فى معادلات حسابية .
٨- وضع ٦٠ ٪ من درجة التقييم في يد المعلم شيء جيد للمعلمين الجيدين، لكنه قد يكون سيئًا في يد غيرهم، سواءٌ كان بالتساهل العامّ أوِ التشدّد العامّ .
أخيرًا في اعتقادي بالمجمل، فإن الوثيقة نوعًا ما أنصفت الطالب، لكنها ظلمت المعلم في أغلب بنودها، وسوف تربك العمل المدرسي، وكأنني أرى الملف الإنجازي والحصص المساندة قد أطلّت بوجهها من جديد. نحن لسنا ضد التغيير للأفضل، ولكن لماذا كل هذا التحامل على المرحلة الابتدائية ؟ المرحلة الابتدائية زهرة نقية لا تتطلب كل هذا التعقيد، وكل هذا التشويه ، أرجوا إعادة النظر بالوثيقة لما فيه مصلحة الطالب والمعلم .